التكنولوجيا و تنمية التفكير

نجد بأن التكنولوجيا أحدثت تغييرات عديدة في جميع نواحي الحياة، فضلاً عن تغييرها لتوقعاتنا بشأن ما يجب أن يتعلمه الطلبة حتى يكون لهم دور في الاقتصاد العالمي الجديد، فالطلبة يجب أن يتعلموا كي يتدرجوا عبر الآفاق المعلوماتية الواسعة ويكتسبوا القدرة على تحليل واتخاذ القرارات ويلمّوا بالمجالات المعرفية الجديدة التي بدأت تظهر في المجتمع التكنولوجي المتطور.

لكن الآن سوف تقتصر دراستنا على دور التكنولوجيا ووسائل الاتصال في تنمية التفكير والإبداع عند المتعلم، وهل هناك فروق واضحة بين الطريقة التقليدية في التعليم وطريقة التعلم بالتكنولوجيا ودورها في تفتيح إمكانات الفرد الإبداعية.

ومما لاشك فيه بأن التقدم العلمي والتكنولوجي هو رهن بالتقدم الفكري وليس المعرفي وحده، والتقدم الفكري هو حصيلة لأعمال العقل والتنور بما يؤدي إلى الإبداع والابتكار وحسن التدبير، إذ لم يعد دور الإنسان في هذا العصر منحصراً على التكيف مع الواقع، وإنما يتعداه إلى ضرورة تغيير هذا الواقع بما يتناسب مع تطلعاته اللامحدودة.

وهذا يقودنا إلى ضرورة استبدال مناهجنا التقليدية التلقينية التي تسعى لتكريس الواقع وبما يتناسب وطموحات الإنسان، وأصبح لزاماً على التربويين بأن يعوا الدور الكبير للمناهج في تنمية التفكير عند الطلبة.

فالتفكير لا ينمو دون مقدمات وعلينا نحن كمربين أن نرعى المتعلم ونساعده في اكتسابه للمعارف والمهارات والمعلومات التي تشكل له الخلفية العلمية اللازمة بطريقة تجعله يبحث ويدقق ويتمحص في سبيل تشغيل قدراته العقلية، فبدل أن يكون منفعلاً ومتلقياً سلبياً للمعلومات يجب أن يكون فاعلاً نشطاً إيجابياً ومؤثراً في العملية التربوية.

وهذا من المؤكد من أهداف العملية التربوية عندنا بأن ننمي القدرات التفكيرية عند طلابنا وعلى رأسها التفكير الإبداعي وذلك بخلق جو من الأنشطة المدرسية المحفزة للطلاب وكذلك خلق بيئة تعليمية تعلمية يكون للمتعلم الدور الفعّال فيها.

وذلك عن طريق استخدام الحاسوب لتنفيذ أهداف محددة للتفكير ضمن الأهداف التعليمية مع تحديد نشاطات تعليمية لتنفيذها ولذلك شرطان لتنمية التفكير:-

ممارسة مهارات التفكير التي تساعد الطلبة على التفكير بطريقة جدي]

- تقديم نشاطات لإثارة وتحفيز وتحدي الطلبة، وتنمي تلك البرامج تفكير الطلبة بعدة أشكال: إضافة النصوص- الصور- لقطات الفيديو- المؤثرات الصوتية والحركية لإضفاء الواقعية على العملية التعليمية.

أن المعلم يتمثل دوره في حسن استخدامه للحاسوب بشكل جيد، إدارته للعملية التعليمية التعلمية عن بُعد، تدريس مادته بشكل كامل متكامل بحيث يحفز على التفكير الإبداعي السريع "التنافس، التفكير المتمايز" وتحديد الأنشطة التعليمية التي على المتعلم تنفيذها بإشرافه.
وتدريب المتعلم على القيام بمهمات التصنيف، التنظيم، المقارنة، التحليل وهذا كله يساعد المتعلم على التفكير الابتكاري، وذلك باتباع طريقة التفكير العلمي القائمة على وضع الفرضيات، التنبؤ، جمع البيانات، اختبار صحتها، وما يرتبط به من عمليات ذهنية متعددة تسهم بدرجة أكبر في تنمية التفكير الإبداعي عند الطلبة
ولعل استخدام الحاسوب يعطي نوعاً من البصيرة للمتعلم باستخدامه أداة للإدراك والتفكير، وتشير بعض الدراسات إلى أن التعليم الإلكتروني يتيح المجال للمهمات ذات النهايات المفتوحة، وهذا بدوره يوفر الفرص لتكاثر أنماط التعلم، ولتحقيق مستويات أفضل من الإنجاز، وغالباً ما يتم تقديم عدة مهمات ويختار الطالب المهمة التي يرغب في متابعتها، وكلما أصبح الطلبة خبراءً في استخدام معدات الكمبيوتر كلما شعروا بحرية أكبر ليصبحوا أكثر إبداعاً، وكلما تنوعت مصادر المعلومات والخبرة تزداد قدرتهم على اختيار الموارد والأنشطة الأكثر ملائمة لقدراتهم وميولهم


-
إن التعلم الإلكتروني وسيلة فعالة وذات أثر إيجابي في تنمية مهارات التفكير العليا عند الطلبة وخاصة مهارات التفكير الإبداعي ولربط العلوم النظرية بتطبيقاتها العملية. تطوير مهارات استنباط الحلول، ربط النماذج الذهنية بالعالم الحقيقي، استكشاف المفاهيم والمبادئ في العلوم، الرياضيات عن طريق التفاعل معها لتنمية قدراته العقلية ولفتح أبواب لاكتساب خبرات جديدة، أو تطوير فكرة ما وتوظيفها والاستفادة منها.
وهناك دراسات عربية وأجنبية قام بها كثير من العلماء لدراسة أهمية إدخال التعليم الإلكتروني في نظم التعليم التقليدية ودورها في تنمية مهارات التفكير وخاصة التفكير الإبداعي، وخلصوا إلى أن التعليم الإلكتروني أصبح جزءاً لا ينفصل عن منظومة التعليم وأهدافه وأصبح الاهتمام بتوظيف التكنولوجيا في عمليات التعليم من الخطوط العريضة لاهتمامات مؤسسات التعليم الخاصة والحكومية في كل بلدان العالم.

وقد أجريت دراسات مقارنة بين التعليم التقليدي والتعليم الإلكتروني في كثير من دول العالم، "أميركا، فرنسا، بريطانيا+ العالم العربي وخاصة الأردن الخ" ولجميع مراحل التعليم كلها وبجميع المواد وخاصة الرياضيات واللغات، وخلصوا جميعهم إلى أهمية إنشاء مدارس استكشافية تؤكد على استخدام التكنولوجيا في الغرف الصفية وربطها بالإدارة المدرسية وربطها بنواحي الحياة وربطها بالشبكة العالمية والتي تمكن المتعلم من الترابط والتواصل داخلياً ودولياً لتفعيل دور أكبر للطلبة في الحصول على الخبرة، وتنويع مصادر المعرفة، مع التأكيد على ضرورة تطوير الوسائل والطرائق المستخدمة لتتماشى مع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وقد أظهرت هذه المدارس تحسناً واضحاً في أداء المتعلم وتنمية تفكيره الإبداعي في التعامل مع الخبرات والأنشطة التعليمية المستهدفة التي كانت تتطلب استجابات بسيطة منهم، تتمثل بالنقر على الشاشة



0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Free Web Hosting